ما نعرفه جميعاً عن الجهاز التنفسي هو أنه مسؤول عن تزويد الجسم بالأكسجين، والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. ويتألف هذا الجهاز من مجموعة من الأعضاء ومنها؛ الرئتين، القصبة الهوائية، الحجاب الحاجز والحويصلات الهوائية. أما الأمور المدهشة والمثيرة للاهتمام التي لا نعرفها عنه فهي:
- خسارة الكثير من الماء عن طريق عملية التنفس
يٌمكننا التنفس من تزويد الخلايا بالأكسجين الذي تحتاجه، والتخلص من بواقي ثاني أكسيد الكربون. كما تعمل عملية الزفير على التخلص من كمية كبيرة من الماء، وهي ما تعادل 17.5 مل من الماء في غضون ساعة، وبالطبع فإن الكمية تزداد بشكل كبير أثناء قيامنا بالتمارين الرياضية.
- باستطاعة البعض حبس أنفاسهم لمدة تزيد عن 20 دقيقة
بإمكان الشخص البالغ القيام بحبس أنفاسه لمدة تتراوح بين 30 و60 ثانية، ومن الصعب تجاوز هذا الحد، ليس فقط بسبب حصول نقص في الأكسجين، بل إن العامل الأكبر هو تراكم ثاني أكسيد الكربون الحمضي في الدم، والذي تقوم أجسامنا بتخزينه في الميوغلوبين؛ وهو بروتين موجود في الأنسجة العضلية.
إلا أن الغواصين الذين يمارسون رياضة الغوص في الماء دون استخدام المعدات (الغوص الحر)، يمتلكون تقنيات مختلفة مثل فرط التنفس؛ والتي تعمل على التقليل من تركيز مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم، وبالتالي تتيح المجال أمامهم لحبس أنفاسهم لفترات طويلة. لقد نجح الدينماركي ستيغ سيفيرنسن بدخول موسوعة غينيس من خلال تسجيل رقم قياسي عالمي لأطول عملية غوص حر، إذ استطاع حبس أنفاسه لمدة 22 دقيقة.
- تمتاز الرئة بأنها العضو الوحيد الذي بإمكانه أن يطفو فوق الماء
تحتوي كل رئة من رئتينا على 300 مليون حويصلة هوائية، والتي تشبه البالونات في أشكالها، وهي التي تعمل على استبدال فضلات ثاني أكسيد الكربون في دمنا بالأكسجين، وعند امتلائها بالهواء تصبح الرئة العضو الوحيد القادر على أن يطفو فوق سطح الماء!
والأمر المثير للاهتمام، هو قيام الأطبة الشرعيين باستخدام اختبار “طفو الرئة” أثناء تشريح جثث الأطفال حديثي الولادة، لمعرفة ما إذا كان الطفل قد ولد ميتاً. إذا طفت الرئة، فهذا يعي أنه قد ولد على قيد الحياة، وإذا لم تطفو فهذا يثبت أن الطفل قد ولد ميتاً. ويعتبر هذا الاختبار دقيقاً بنسبة تصل إلى 98% من الحالات.
- لا ينتقل رذاذ العطس بالسرعة التي نعتقدها
على مدار الأعوام، تم إجراء عدة دراسات عن سرعة العطس، ولقد تباينت النتائج التي تم تسجيلها. وفي العام 2013، أثبتت إحدى الدراسات أن السرعة القصوى للعطس أقل من تلك التي تم تحديدها سابقاً، حيث تم استخدام كاميرا عالية السرعة وضوء LED لقياس ذلك، وكانت النتيجة أن أقصى سرعة لعطس المشاركين في الدراسة هي 16 كم/ ساعة.
- تعد الرئتان والقصبة الهوائية رموزاً هامة في مصر القديمة
تعمل الرئتان والقصبة الهوائية جنباً إلى جنب على تزويد أنسجة وخلايا الجسم بالأكسجين الذي تحتاجه، وهذا الأمر ينطبق على الجسم البشري والحيوانات. وانطلاقاً من إدراك المصريين القدماء بأهمية هذا التماسك، قاموا بتصميم هيروغليفية تصور الرئتين المرتبطتين بالقصبة الهوائية، لتكون رمزاً على الوحدة بين مصر العليا ومصر السفلى. ونظراً لأن الفراعنة حكموا كل من مصر العليا والسفلى في ذلك الزمن، غالباً ما يتم العثور على الكتابة الهيروغليفية للرئتين والقصبة على القطع الأثرية التابعة لهؤلاء الفراعنة، بما في ذلك ملابسهم وأثاثهم ومجوهراتهم.
- حركة الصدر أثناء التنفس ليست ناجمة عن حركة الهواء
يتضخم صدرنا عندما نقوم باستنشاق الهواء، ويتقلص أثناء عملية الزفير، إلا أن هذا الأمر لا علاقة له بدخول الهواء إلى الرئتين أو خروجه منها. التفسير وراء حركات الصدر هذه، هو أن الحجاب الحاجز يتقلص أثناء عملية الشهيق، مما يزيد من مساحة تجويف الصدر. وفي نفس الوقت، تنقبض العضلات بين الأضلع لسحب القفص الصدري إلى أعلى وإلى الخارج. ويحدث العكس تماماً أثناء عملية الزفير.
- في القديم، كان الربو يعالج باستخدام العلاج النفسي
أظهر العلم الحديث أن الربو مرض رئوي مزمن يتسبب في التهاب الشعب الهوائية وتضيقها، وهذا المرض الجسدي قد يتفاقم نتيجة للعوامل النفسية. في الفترة الواقعة بين الثلاثينات والخمسينات من القرن العشرين، ساد الاعتقاد بين الناس أن الربو يعود لأسباب نفسية، وبدأت علاجاته بالتركيز على التحليل النفسي بشكل رئيسي. ومن الأمثلة الجديرة بالذكر، قيام بعض الأطباء بتفسير حالة الربو لدى إحدى الأطفال على أنها صرخة مكبوتة لوالدته.
- حصلت الدورة الدموية الصغرى على أول وصف لها في القرن الثالث عشر
الدورة الدموية الصغرى هي عملية انتقال الدم من القلب إلى الرئتين وثانية إلى القلب، لتزويد القلب بالأكسجين الذي يحمله الدم من الرئتين. لقد كان الطبيب العربي الشهير إبن النفيس أول من يجد وصفاً لهذه العملية المعقدة في العام 1243، ولقد قام بشرحه بالتفصيل في كتابه “شرح تشريح القانون لإبن سينا”، فيما احتاج العلماء الأوروبيون إلى 300 عاماً آخراً للوصول إلى نفس الاستنتاج.